إحياء الكتابة الإيزيدية: بين التاريخ والتراث الثقافي
يمتلك نظام الكتابة الإيزيدي تاريخًا طويلًا. وفقًا لبعض المصادر، يعود تاريخه إلى القرنين الثالث عشر والرابع عشر، بينما يضعه بعض العلماء في القرنين السابع عشر والثامن عشر (أموئيف 1999). مؤلف هذا النظام الكتابي غير معروف. تم استخدام هذا النظام لكتابة مخطوطتين: "مصحف رش" و"كتاب الجلوة"، ونُشرت لأول مرة بواسطة أناستاس ماري عام 1911، بينما كانت هناك نسخ سابقة من هذه العناوين معروفة باللغة العربية.

تُكتب المخطوطات على صفحات من رق رقيق مصنوع من جلد الغزال المُعالج. يحتوي كتاب الجلوة على 16 سطرًا من النص مقارنة بـ 11 سطرًا في "مصحف رش". الكتاب الأول يحتوي على مونولوج للملاك طاووس ملك، وهو الملاك الرئيسي في الديانة الإيزيدية. بينما يتناول "مصحف رش" علم الكونيات، الذي يتجاوز المفاهيم التقليدية للديانة الإيزيدية. لغة "مصحف رش" أبسط من لغة "كتاب الجلوة". يظل تاريخ كتابة هذه المخطوطات ومؤلفها غير واضح. ويُرجح أن أصولها تعود إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر.

يُعتقد أن هناك مخطوطات إيزيدية مقدسة كانت موجودة تاريخيًا تحت أسماء "مصحف رش" و"كتاب الجلوة"، ولكن تم فقدان النسخ الأصلية. تم العثور لاحقًا على نسخ مكتوبة باستخدام الأبجدية الإيزيدية الخاصة، ولكن لسوء الحظ تم تحريف محتوياتها. لذلك، يعترف رجال الدين الإيزيديون بالكتابة الإيزيدية، لكنهم لا يعتبرون محتوى هذه المخطوطات مصدرًا للإيمان الإيزيدي.
إحياء الخط الإيزيدي في العصر الحديث
في عام 2013، اتخذ المجلس الروحي للإيزيديين في جورجيا خطوة جريئة لإحياء الخط الإيزيدي. شملت المبادرة تحديث الأبجدية وتكييفها لتناسب اللغة الإيزيدية الحديثة. قاد هذا الجهد متخصصان هما كيريم أموئيف وديميتري بيرباري، حيث قاما بنشر كتاب يُفصّل الحروف وقيمها الصوتية. واليوم، يتم استخدام هذا الخط في كتابة الصلوات، وتزيين جدران المعابد، وفي الشعارات والرموز الرسمية للطائفة.

